الزومبي في التاريخ الاسلامى
ذكر القرطبى فى كتاب (التوبة و التذكرة) أنه : كان هناك رجل ميت كان شديد الكفر و الطغيان، و عندما دفنوه مر رجل أعرابى على القبر و فوجئ بأن هناك يدا تتحرك و تخرج من تحت الأرض و ظهر له هذا (الزومبى) الرجل الميت و فزع الرجل و هرب لكن أخبر أهل المدينة بأن الشيطان قد تلبس هذا الجسد لأنهم لم يكفنونه و لم يصلوا عليه لكثرة طغيانه و ظلمه.
و قد شاهدنا الكثير من أفلام الرعب التي تتحدث عن الزومبي و اجتياحهم للعالم و التهديد الذي يحملونه. و أول ظهور للزومبي كان في فيلم “Night of the living dead” “ليلة من الحي الميت” عام 1968م. فما هو أصل كلمة “زومبي”؟ و من أين جاءت؟ و كيف بدأ استخدامها؟
فالزومبي كما يقولون هو جثة بلا روح يُعتقد أنها عادت للحياة على يد السَّحرة، أو أي وسيلة خارقة للطبيعة. تعود جذور الزومبي للديانة التي يؤمن بها الناس في غرب أفريقيا.
و يرى قاموس أكسفورد أن الزومبي كلمة من منطقة غرب أفريقيا، تم تسجيلها لأول مرة في الإنجليزية عام 1819م. كلمة “Zumbi” تعني “صنم” و ” nzambi” تعني “إله” في لغة الكيكونجو و التي يتحدث بها الناس في الكونجو، و جمهورية الكونجو الديمقراطية و المناطق المحيطة.
و يشير مصطلح الزومبي إلى “إله الثعبان” في ديانة الفودو في غرب أفريقيا. فحين تم اصطحاب مجموعات من غرب أفريقيا إلى "هاييتي" و أجزاء من الكاريبي خلال القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر ، فقد حافظت على معتقداتها و ممارساتها الدينية. و انتشرت فكرة الزومبي تدريجيًا في الولايات المتحدة و أوروبا. أما في القرن العشرين فنشط تناول هذا الموضوع في الخيال و السينما و التلفزيون.
أما الآن فالزومبي راسخة في أدمغتنا، حيث اكتسبت الكلمة مجموعة من المعاني ، و منها:
* الشخص الذي يكون بطيء البديهة، ولا يستجيب مع محيطه.
* او حاسوب يتم التحكم به من غير مالكه، مثل الحواسيب التي تُستخدم لإرسال البريد غير المرغوب به، والأنشطة الإلكترونية غير القانونية.
* او بنك الزومبي قد يشير إلى البنك المعسِر، الذي لا يزال يمارس أعماله بدعم من الحكومة.
تاريخيًا، الخوف من الزومبي استُخدم كوسيلة من وسائل السيطرة الاجتماعية و السياسية في هاييتي. و يُعتقد أن بعض الناس لديها القوة السحرية لجعل الشخص زومبي، معظمهم من الأطباء السحرّة و الذين يُطلَق عليهم “بوكورز”، حيث كان الناس يخافون منهم و يحترمونهم. كما يُعتقد أن البوكورز كانوا في خدمة ” Tonton Macoute” و هي الشرطة السرية الوحشية التي استخدمتها أنظمة دوفالييه القمعية بين 1957م – 1984م، فأولئك الذين يتحدون السلطة يصبحون مهددين في أن يكونوا الحي الميت!
و لا يزال الأهالى فى (هاييتى) يخشون كثيرا أن يتحولوا إلى (الزومبى) ، فلا يزال عدد كبير جدا من الأهالى يضعون الصخور الضخمة الثقيلة على قبور أمواتهم، حتى يمنعوا السحرة و المشعوذين للوصول إلى تلك القبور و تحويل الموتى إلى (الزومبى)، فى حين يمكث آخرون بالقرب من قبور أفراد عائلتهم لفترة من الزمن حتى يتأكدوا من تحلل الجثث قبل أن يقوم ساحر بسرقتها، أو أن يقوموا بتشويه الجثة كليا، لأن الساحر –كما يظن الأهالى- يحتاج أن تكون الجثة حديثة، غير متحللة أو مشوهة حتى يعيد إليها الحياة
و قد تم استغلال الزومبى لأغراض سياسية مثل ما حدث فى أوائل التسعينات عندما قام بعض العسكريين بانقلاب ضد حكومة (هاييتى)، لتحشد (الولايات المتحدة الأمريكية) قواتها لدخول (هاييتى) و إرجاع الأمور إلى نصابها، فادعى مجلس الثوار و ببيان رسمى بأنه قد تم إعداد جيشا من (الزومبى) لقتال الأمريكان، و كان الهدف من هذا هو –بالطبع - زرع الخوف فى قلوب الجنود الأمريكان، و لكن الأمر لم يهم المسئولين فى (الولايات المتحدة الأمريكية) التى قام جيشها فعليا باجتياح (هاييتى) عام 1994 لإعادة الأمور إلى نصابها، دون أن يشاهدوا أى جيوش من (الزومبى)!!
و قد اشار الكاتب "ويليام هاينمان" فى بحث بعنوان "دوى الانفجار من الحرب الخفية"، كان يعطى للشخص خلطة عشبية تؤدى إلى فقدان الشخص لجميع أعماله الحيوية و توقف عملياته الفسيولوجية لدى جميع خلاياه بحيث يعتبر شبه ميت لبعض الوقت ربما لساعات أو أيام وحتى لسنوات بحيث يشتبه ذووه و يظنونه ميتا و يدفنونه فى زنزانته و من ثم يظهر لهم حى بعد حين لكنه يفتقد للكثير من الإدراكات الذهنية... و يتهم السحرة فى هذا الأمر !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق