اسطورة الزرافة
في الوقت اللي كانت الزرافة من الحيوانات المألوفة عند قدماء المصريين و هي أطولُ الحيوانات البريَّة بلا مُنازع، , كان الاغريق بيتعاملوا معها علي انها حيوان اسطورى مالوش مكان علي ارض الواقع وكانوا يسمونها ب" الجمل النمرى " و دة بناءا علي اوصافها التى اتسمت بها وقتها " جسم جمل و جلد نمر" كما كان الاعتقاد الشائع عندهم ان هذا الحيوان ماهو نتاج تزاوج جمل مع نمر . واستمر اسمها العلمى لاحقا مرتبط بالاسم الاسطورى : "زرافة الجمل النمرى " : "camelopardalis " .
ثم بدأ الرومان يعتادوا علي رؤيتها بعد القبض علي بعضهم و ارسالهم لروما كحيوانات اليفة للامبراطور و بعدها تم استخدامهم كجزء من عروض ترفيهية في السيرك الرومانى العظيم . لاحقا اختفت الزرافة من اوروبا لعقود طويلة مع استمرارها كأسطورة تستمد شرعيتها من القصص المتداولة حتى عام 1486 عندما تم اهداء حاكم فلورنسا " فلورنزو الرابع " احدى هذه الزرافات لكى تشهد عيون اوروبا عودة الزرافة و انتشارها مرة اخرى
اما عن الاسم ذاته:
«زَرَافَة» اسمٌ عربيّ، يُفيدُ معنى «الرشاقة» و يُطلق على ذات الخُطوات المُتمهلة ، و على طويلة الرقبة المُشرأبَّة، و هي كُلَّها صفاتٌ تنطبقُ على هذه الحيوانات. و «زَّرَافَةُ» مُشتقَّةٌ من «زَرَفَ» و«زَرَفَت»، يُقالُ: « زَرَفَتِ النَّاقَةُ: أَسْرَعَتْ و هي زَرُوفٌ كصَبُورٍ وكذلك رَزَفَتْ»، و قيل أيضًا: «ناقة زَرُوفٌ طويلةُ الرِّجْلَيْنِ واسعةُ الخَطْوِ و ناقة زَرُوفٌ و مِزْرافٌ أَي سَريعةٌ و قد زَرَفَتْ وأَزْرَفْتُها أَي حَثَثْتها»، و قال الراجز «يُزْرِفُها الإغْراءُ أَيَّ زَرْفِ و مشت الناقةُ زَرِيفاً أَي على هِينَتِها». و الجمع : زَرَافَى، و زَرَافِيُّ.و عند البعض ، فإنَّ الاسم يُحتمل اشتقاقه من إحدى اللُغات الأفريقيَّة،و هو يعني بدوره أيضًا «سريعةُ الخطوات»، ثم ظهرت التسمية الإيطاليَّة جيرافا خِلال عقد التسعينيَّات من القرن السادس عشر الميلاديّ. و ظهرت التسمية الإنگليزيَّة المُعاصرة جيرَّاف حوالي سنة 1600م اشتقاقًا من التسمية الفرنسيَّة جيراف.
و من الطريف ذكر ان في أوائل القرن التاسع عشر الميلاديّ أعلن عالم الطبيعة الفرنسي جان باتيست لامارك أنَّ عُنق الزرافى الطويل ليس سوى «خاصيَّةً مُكتسبة»، تطوَّرت و نشأت عند النوع بسبب سعي أجيالٍ من أسلاف هذه الحيوانات للوُصول إلى أوراق الأشجار العالية. و بالطبع رفض المُجتمعُ العلميّ هذه النظريَّة في نهاية المطاف، و الآن يقولُ العُلماء بأنَّ هذا العُنق الطويل هو نتيجة الاصطفاء الطبيعي الداروينيّ—أي أنَّ أسلاف الزرافى طويلة الأعناق كانت تتمتَّع بميزةٍ تنافُسيَّةٍ مكَّنتها من استغلال الظُروف المُحيطة بها بشكلٍ أفضل، و هذا بدوره سمح لها بالتكاثر بشكلٍ أكبر، وبقاء مورثاتها حيَّة في ذُريَّتها.
يُحتملُ أنَّ الزَّرافي كانت ضمن الطرائد المألوفة للقبائل البشريَّة الأفريقيَّة القديمة في مُختلف أنحاء القارَّة، حيثُ كانت جميعُ أعضائها تُستعمل لأغراضٍ مُختلفةٍ.فاللحمُ كان يؤكل، و شعراتُ الذيل تُستخدم في صناعة منشات الذُباب، أو الأساور و العُقود، أو خيطان الملابس.و كان الجلدُ يُستعملُ في صناعة الدروع و الصنادل و الطُبول، كما أنَّ حبال وأوتار الآلات الموسيقيَّة كانت تُصنع من الأوتار العضليَّة.كذلك، كان أطبَّاءُ قبيلة البوگاندا في أوغندا المُعاصرة يحرقون جُلود الزَّرافي و يجعلون المريض المُصاب بنزيفٍ في الأنف يستنشق هذا الدُخان كي يشفى. و في السودان، يقوم أبناء عشيرة الحُمر بشُرب سائلٍ مصنوعٍ من كبد و نُخاع الزَّرافة، و هو غالبًا ما يحتوي على مُركِّب «الدیمتیلتریپتامین» وغيرهُ من المُركبات الكيميائيَّة الطبيعيَّة التي تحصل عليها الزَّرافة عبر أوراق بعض الأشجار، مثل الطلح، و التي تُسببُ الهلوسات لأولئك الذين يشربونها، فيعتقدون بأنَّهم يرون أشباحًا من الزَّرافي. و أخذ المُستوطنون و الصيَّادون و المُستكشفون الأوروپيّون يصطادون الزَّرافي على سبيل الترفيه مُنذ أواسط القرن التاسع عشر الميلاديّ تقريبًا، مع انطلاق الحملات الاستكشافيَّة الأوروپيَّة العُظمى لمجاهل القارَّة الأفريقيَّة. فعانت الزَّرافي ، و ما زلت في بعض الأماكن، من تدمير موائلها الطبيعيَّة، ففي إقليم الساحل على سبيل المِثال، أقدم البشر على إزالة الغابات بسبب حاجتهم الماسَّة إلى الحطب، و لإخلاء مناطق لرعي ماشيتهم، مصدر دخلهم الأساسي.
و لكن ساهمت محميَّات الطرائد الخاصَّة في جنوب و شرق أفريقيا، و ما زالت، في حماية و إكثار الزَّرافي،و من هذه على سبيل المِثال: «عزبة الزَّرافي» (بالإنگليزيَّة: Giraffe Manor)، و هي فُندقٌ مشهورٌ في نيروبي تُستخدمُ الأراضي المُحيطة فيه لحماية واستيلاد زرافي روثتشيلد.كما تتنعَّمُ الزَّرافي بالحماية القانونيَّة في أغلب البُلدان التي تقطنُها، و في سنة 1999م قُدَّرت أعدادها في البريَّة بحوالي 140,000 رأس، لكنَّ إحصاءً آخر أُجري في سنة 2010م أظهر بأنَّ أعدادها تراجعت حتَّى بلغت أقل من 80,000 رأس!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق